بيبا
تمتد خطواتها لبضعة مترات و هي مترنحة مصدومة و قاتلة لكل فكرة أو خاطر يجول ببالها. هل أتى ذلك المساء ليكون أخر الطريق الطويل، هل هي فاعلة لتلك الجريمة؟ متى أصبح الحلم عبء يدمر كل تلك اللحظات التي تمنت فيها أن تمتلك و تتملك من ذلك الشيء بأحشائها...يا لها من لحظات قليلة تتبدل بها الاحوال و تتغير فيها الرغبات و تصبح الأمنيات أشباح تطاردها و يصبح الحلم كابوس شقي.
حكت لي و كانت بدايتها "فإن لن تتحملي قصتي فلي رب يحملني دائما"...لم أتمالك نفسي و انا أقول لها" إي رب تتحدثي عنه ...أيت قوى إلاهية تقبل بك...أيتها..." فإذا بها تصفعني على جبيني و إذا بي أطرحا أرضا و أمرمغ بها الأرض و لكنها نطقت بين الصرخات المتتالية" حرام عليكي انا مليش غيرك يا ماما...انا معملتش حاجة والله"
إنهارت في البكاء و سقطت على وجهها تقبل قدمي و انا ألوح بيدي في الهواء قبل أن أرتضم بجانبها أقبل بدوري جرح بطنها الذي نزف دمائا كان مكانها حفيدي التعيس.
بدأت قصتها بذلك الوشاح الذي أعطيته أيها منذ بضعة أشهر لتخرج مع زوجها أو ذلك الشخص الذي لابد أنه قد أختصبها فأني لا أتحمل فكرة أن تكون قاتلة...نعم لقد أختصبها، فهو عنبف بطبعه، نعم نعم فقد حكت لي عن عنفه في العلاقة ...أستطيع أن أتذكر الان كل شيء فبالرغم من ضحكها في الأونة الأخيرة كانت عينيها حزينة أبنتي الحبيبة بلا أب تحتمي به من بطش هذا الزوج الغليظ...كم كتمت عني أحزانها و بل كانت تحكي لي عن مرمر حياتها و نسمات الشرق المعئبة برائحة حبه الحنون.
قمت من مكاني لأتصل أخيها ليأتي في الحال و ينقذ أخته، آه يا ولدي لو كنت سمعت كلامك لو لم أسمح بزواج الحبيبة من الاحمق، فما أدراها هي بالحب و ما أدراني أنا بالحكمة، فأنت يا ولدي من كان بيده أن ينقذ الحبيبة ...حبيبتنا الجميلة لا أرى لها بسمة و لا أمل في صباح مشرق....يا ولدي أنقذها من ذلك البئيس.
"أرجوكي يا ماما اسمعيني قبل ما تكلمي أبن ال...أبنك" تجاهلت ما كانت تحاول قوله بين السطور و إذا بي أضع الهاتف و أقول لها أحكي لي قصتك.
يا ماما الشال ده كان جميل قوي بس و انا جيالك بي عشان أرجعهولك قبلت حد سرقه مني سرق مني حاجات تانيه كتير سعتها . فكراه يا ماما الشال ده فكره...و إذا بها تنهار في البكاء بدأت رأسي تدور و انا أتذكر سعاد زوجة أبني بهذا الوشاح منذ عدة أسابيع في زيارة خاطفة للحبيبة بعد آلام المعدة الشديدة و النزيف الحاد الذي أصابها.
يا حبيبة الشال ده انا الي أخدته منك...يا حبيبة مين الي عمل فيكي كده.
حد يا ماما كنت بحبه قوي ...حد يا ماما كان عندي بالدنيا حد دخل بيتي عشان ينام في حضني بعد تعب اليوم و زهئه من السعاة الزياده في حياته..حد ضربني على رجلي و قالي بحبك و هو بيحاول يبسني بين كل حته مستخبيا فيا ...حد كان جسمي في يوم من الايام لعبة في أيده و هو بيحمني و يغيرلي حد في فرحي رقص معايا بدل أبويا حد شد شعري و عضني في رجلي و شلني على ضهره مره زمان بحب و مره دلوأتي بعنف
كفابة يا حبيبة ...حد رماني على سريري ...كفاية...سريري انا يا ماما ...كفاية...دبحي يا ماما ...أبنك دبحني يا ماما....
الحد الي كان بيقولي عايز أجوزك لما أكبر حقق حلمه و دخل جويا عنف و أقتدار...أبنك يا ماما...
كفاية ...كفاية..كفاية
أبنك يا ماما.
No comments:
Post a Comment