عشرين و بضعة أشهر
كنت صغيرة، صغيرة جدا.. كانت مشاعري مناسبة لحجم الأحداث التي تدور في حياتي. كنت أبكي في العيد عندما يذبح أبي الجدي.. وفي كل مرة تهدهدني أمي و أنا أنظر لهم بأسى أن هذه أضحية لله و أمر من عند الله . أنا...أشعر أني... على قدر الحزن على قدر الراحة.
يجوز هنا الشرح أن في تلك اللحظة الراهنة توجد معضلة حياتية أشعر بها و أنا.. فتاة ناضجة.. أتسائل إن كان من حقي و أنا تلك الخائنة الخانعة أن أشرب قهوة عزائه.. وأنا لدي نفس مشاعرالحزن و الراحة ؟؟؟ مُرة لأنها ليست مُرة... لكنها في الخلاصة.. مُرة.
العبرة في بلكونة الزوجين، السعيدين فلولاها لما أنفردت أو أنفرد هو بي.. و سألني و ثانيا
فالعبرة ليست بالسؤال بل بالرد. تململت و تنهدت و تذكرت و رديت ...توسعت عيناه و سال لعابه و تحمس و تصلب.
وجدتني أقول ...البقاء لله و نعم بالله ...جميل الله و الحمد لله و... ليكن الله حليم ستار.
ولكن ما دخل الله بما أنا قائلة بكامل وعي و أنا أشرب القهوة و أحمد الله على رحيله." مالآخر أرتحت" فلن يعرف أحد أني قلت له أن أي امرأة مكتملة الأنوثة تتمنى أن تدخل الفراش معه، لن يتذكر هو أني أنا الصديقة المحافظة قد أعطيته نصيحة ليوّقع في شباكه فتاة آخرى !!!!!!!!!!
لا أستطيع أن أنكر أني تخيلت بالصور و التفاصيل كل لحظات النشوة و السعادة ورغبت و تبللت ، لكن ما لا أستطيع تخيله كيف عرف هو أن كان من الممكن أن أجيب على مثل هذا السؤال... كيف رأى في عيني كل هذا الأحتياج؟؟
مع بعض البكاء سقطت دموع ملوثة بالكحل و سالت على حقيبتي جلد التمساح و في حركة عصبية سقطت خصلة من شعري فسكبت قهوتي و أنا ذاهبة للحمام لكي أهذب ألواني الذهبية من تحت الحجاب، و أضع المكياج، و ألبس العقد الأحمرالعقيق...الغالي... فها قد أتى خطيبي.
No comments:
Post a Comment