Sunday, October 31, 2010

حتى ينتهي الحداد

حتى ينتهي الحداد

لقد ملكني.
سرق مني حواسي.
أريدها بشدة.

للوهلة الأولى يبدو لي أن الحواس قد اختلطت علي ...أم أنها ليست منفصلة إنما متداخلة بشكل أساسي في تكوين مشاعرنا نحو الطرف الأخر...لكني أريد تفكيكها،
أريد أن أعريها ..أن أطلق لنفسي حرية التنفس و الخروج من الشرنقة . فقد أحترقت !!!
رأني و رأيته و للسخرية سمعني كبداية رائعة لأنوثتي، سمعني أهلل و أشجع و أحث الجميع على الغناء...و لكني لا أصدر أصوات.
سمعني و صمت ..سمعني و أبتسم، سمعني فصمت و تكلم و صمت و تكلمنا و صمتنا...
لم أحب قبله و أنا فتاة دون العشرين فلم أعرف لغة العنين تعودت فقط على الكلام و معه صمت و دبت صمتا في تفاصيله.
سألني إذا كنت لاحظت تغير شكل القناديل في شوارع الكروبة...رسمها على منديل لازلت أحتفظ به، أمسح به دموعي الأبكمة!!
كل ما رغبت به طول عمري أن يسمعني حبيبي أغني، أن يأتي و قت الفرح و أغني له و يصفق الجميع و يحتضنني هو من ولعه بي.
خفت من صوتي فأنا في الألحان لا أفقه شياء، أستمتع بالدندنة و لكني لا أستطيع أخراج أصواتا متناغمة. زادت رغبتي و أنا أعلمه أكل الشكولاتة مع القهوة فيسمعني سونتا مون لايت لبتهوفن على الهاتف، لأحكي له حلم البارحة عن ليلة العرس فيلعب الجيتار حتى انام و أحلم بليلة جديدة.
زادت رغبتي مع كل حلم و كل ليلة حتى و في لحظة عطاء منه قال لي أنه يرى أن:
"الدفوهات-أي العيوب لكن بلغة أكثر رقة- هي ما تجعل الشخصين على وصال حقيقي بمداخل و مخارج الشخص الأخر و بتفاصيله-و كم كان يحب التفاصيل- أن تلك الدفوهات هي التي تجعل الروح أكثر توهجا وسط الشوائب.
يا ليتني أستطيع وصف شعوري بلغة الموسيقي حتى أستطيع أن أعبر عن سعادتي و النشوة التي شعرت بها و التي أردت أن يشعر هو ايضا بها أن أتواصل معه بلغة الموسيقى التي يفهمها أكثر من أي شيء.
فكرت أن أغني له الشعر الغجري المجنووووون و لكن هذا هو قوله فما قولي أنا:
أهواك و أتمنى لو أنساك و أنسى روحي وياك.
"لكن يا حيببتي صوتك لم يولد للغناء، فكما أحب شعرك الغجري المجنون لا أستطيع أن أسمع منك نشاز. فانا لا أستطيع التعايش مع عيب بك"
تلك الفوهات هي التي تجعل الروح أكثر توهجا .
صمت و سمعت و كدموعي أصبحت أبكمة وفي لمحة من عينيه عرفت ما أراد قوله:
قد أصبحت بلا صوت حتى أني لا أعرف من أنت.
عندما ذهبت للقائه أول مرة أرتديت الأزرق.
لونه المفضل.
نعم كان أعمى الاوان.
ولكني لست عمياء و لم أرى الأزرق قبل ذلك.
صفاء .
ربطه بشخصي.
أنا صفية.
زرقاء.
سألته عن درجة الأزرق التي يحبها فرد علي و ما الفرق. أخذني الى الأسكندرية في رحلة لم تستمر الا ثوان و سألني إذا كنت أرى الفرق بين البحر و السماء.
نعم.
ولكن يا حبيبتي الحمقاء لا هناك فروق. مجرد أفق يحتضنا بداخله.
و ما أحتياجنا لروطش تسمى فروق في الالوان فأنا لا أرى إلا سمارك.
ألا و نحن نرتدي الابيض.
نعم.
كنا نرتدي نفس الاوان.
ألا الابيض.
فهو يمحيكي.
رسمني بفرشة على لحوة زيتية و مع الوقت بهت.
قبل ذلك كنت لغز.
أصبحت بلا ملامح.

متبوسنيش في عيني ده البوس في العين يفرق.
و لا حياة لمن تنادي.
كنتي سبيه يمسكها يا فوزية.
لمس يدي و سلتها منه رغم كل ما كنت أشعر به من رغبة في ضمه داخلي و لكنها ليلة شتاء قارصة البرودة و أنا أشعر بحرارة أغسطس. تشبث بها فسلمته أياها.
جلس جانبي وأحتضنني حتى أنتهى وجدي و أصبحت مجرد أمتداد له. بل أكثر من ذلك فقد أصبحت أمتداد لرجولته.
بعد شهر ذهبنا للسينما.
لا يهم الفيلم، فلم يكن يهم أبدا.
أيان كان، كان مجرد شاشة تعرض إنعكاس لبعض اللمسات... لن يتدخل أحد إن كانت بريئة أم لا فهي ملكني أنا حين أنتزعها منه.
دائما ما كنت أفكر في لمسته لبطني و نحن نطبخ معا ...لم تكن مجرد لمسة أنما احتضان...يبكي رحمي دما حزنا على فقضانه فرصة لخلق طفلا منه...مرة أخرى أنزف دما و تضيع فرصة بدون أن أكون زوجة تحمل حلم أن يمتد داخلي حتى أصبح حاملة له و لنسبه.

سقطت من يده سهوا عندما قال لي أنه يريدني أما لأطفاله.
هي مشكلتي أنا لقد رغبت في أكثر مما كان معروض.
لا..لا..لم تكن هناك مشكلة.
فقد رغب هو ايضا.
مجرد رغبة.
مجرد أحساس.
أحتياج.
لمسة.
قبلة.
فراغ.
نهاية.

منذ أول لقاء بيننا و كلمة واحدة أستمرت طول مدة علاقتنا..رائحتك عالقة بيدي لا يمحيها حتى الفراق.
لا يستطيع أحد حتى الان أن يطمأني متى سوف أتخلص من الم تلك الرائحة العالقة بفمي و يدي و شعري.
لا يستطيع أحد أن يعطيني رائحتي.
لا يستطيع أحد أن يملك أحد حتى يسلب منه رائحته...هو فعل...هو فعل...هو فعل.
لا يستطيع أحد أن يخلق مني رائحة جديدة, عذراء من أي أستنشاق.
هل من نهر يرجعلي رائحة البحر خالية من رائحته .
هل من هواء خال منه.
هل من منزل لم يدخله أستطيع أن أجد نفسى أتنفس بداخله.
هل من ركن بغرفتي أستطيع حشر وجهي به لم يكن نفسه قد زاره.
هل من المعقول كم الرجال و النساء التي القاهم كل يوم و أشمه في نفسهم و حتى أرواحهم.
كم مرة يجب أن استحم حتى اتخلص منه داخل خباييا.
لقد سلبت شعري طوله حتى ينمو برائحه جديدة و لكن مع نبته شعر تنمو, تنمو رائحته داخلي...و خارجي و في فقعتي و هوائي، متنفسي...ما أحياني و أماتني.

انا عارفة الفراولة، و الشوكلاته.
عارفه طعمهم.
بس انا مبقتش أعرف.
مش عارفه.
عارفه الحاجة لما تسيح داخل فمي، لكني في لحظة لم أفرق بين جميع حواسي.
مع كل شيء يزول و يبقى طعمه هو.
مجرد أصل لكل ما سبق.
أصبحت الان مجردة من كل حواسي عندما و في لحظة ما تذوقت الحب.
أصبح فمي صورة أصلها هو.
لتكن تلك التفاصيل ملك لي عندما انتزعها منه.



هل ينتهي الحداد الان ...هل يخلق لي وجود جديد؟؟؟
هل أولد من جديد.
من كان منكم بلا خطية فليرجمني.
فقد أحببت.

No comments:

Post a Comment