Sunday, October 31, 2010

هدى

هدى
ليكن ما يكون...سوف ترحل هدى بعيدا و أبقى أنا وحيدة، كائن همايوني كما يقولون.
هدى..حلمي و أملي، كل ما لدي هل تصبحي مجرد ذكرى في عالم لا يحتمل الذكريات. فليكن، لكن ما رأيك أنت يا صغيرتي هل تسعدي بفراقي أم تحزني و ترتجفي و تبقي بجانبي.
ما أجملك، ما أطيب رائحتك و ملمسك و نظرتك، تستيقظي فيستيقظ العالم معك و برحيلك يصمت العالم من حولي من جديد.
ترى هل ستلعبي مع الأطفال؟ و لمن تديري رأسك الصغير لتنالي نظرة إستحسان؟ هل من شخص يحبك كما أحبك أنا؟ ترى هذا الكائن المسؤل معي مسؤلية مشتركة من حقه أن يطالب بك؟ لا يا عزيزتي فلا حق له فيك. لقد أضاف القليل من أجل وجودك، أي أخرق آخر كان من الممكن الإستعانه به...فما أدراه بعالمنا.
من بعيد ليس البعيد صرختي صرختك الأولى تطالبين بحق اللجوء و العودة ، من المشيمة إلى المحبة. ولكني أنتظرتك كثيرا حتى أضحي بك. فمن غيرك يرضعني حبا و أنت ترضعي مني. من غيرك يشعرني بوجودي بمجرد لمسة أنامل صغيرة يقشعر بدني كله بسببها. فأنت حلمي الذي تحقق.
يا ترى إلى أين تذهبين ومن يحكي لك قصة الأمير الذي حاول أن يختطف الأميرة من مخدعها و من أمها. و من الكمود...هذا الكمود الذي وضعنا عليه معا صورنا: الأولى و انتي تركضي بداخلي...و الثانية و انتي تطبعي على خدي قبلة ...و الثالثة و انت تغمضي عيني كي لا أرى سواك.
أمس كنت بفيونكات و اليوم ضفيرة واحدة على شفا الرحيل.
كيف ترحلي..... وماذا أنا فاعلة ، كيف أتنفس هواء لا تتنفسيه، كيف أرشف مياه لا تجري لترتوي بها و تتركي لي القليل حتى الفتات من كل شيء و لكن لا تعرفين مدى سعادتي بهذا الفتات ، القليل من الحب، من الحنان و العطاء، لكن هذا الفتات يكملني و يسمحلي بالتنفس و الحياة.
كم أتمنى أن أسمع صوتك و لكن ما لنا بهذا الصوت فالصخب يملىء حياتنا و أنا أيضا صوتي مكتوم. كم أتمنى أن أسمع كلمة "ماما" و لكني..أراها كل يوم بعينيك، كم أتمنى لو تعرفين صوتي...فقد رضيت طويلا أن تعرفيني من رائحتي و ملمسي و لكني تعبت. أي نعم لا فائدة للصوت و نحن نتخبط في منزلنا و نحن نركض و نتلمس و نتحسس و لكن ألا تفتقدين الغوغاء...هل تعبتي يا صغيرتي من حلمي أني أسمعك تقولي "ماما" فأركض إليك لأفزعك من نومك و أرجرجك كي تنطقي بكلمة واحدة و ما يكون إلا أن تحتضنني بشدة و تهدهديني و تحضنيني حتى أنام.
و من بعدك هل أصرخ أكثر من صريخ كل يوم، فما لا تعرفيه يا عزيزتي أني في كل يوم و في كل مساحة حرة من المنزل أصرخ حتى ينجرح صوتي و لا أسمع إلا صمتك. يعذبني مجيئك من خلفي لتحتضنيني و بمجرد مسحة لدموعي لا تشعري بشيء.
هل أتخيل المنزل الخالي أم أتخيلك وأنت تنظرين لغيري و كالخائنة تتبسمي و حتى ترمقي تلك النظرة الحالمة لغيري؟!!
من يسمعني الصمت من دونك و هل أرجع ثانية لذلك الضجيج الصامت الذي يدوي كالطلق المفزع؟ّ!!
اليوم يوم الرحيل. اليوم هدى ترتدي أجمل ثيابها و خلفها ضفيرة مجدلة و لا تحمل العروسة التي أشتريتها .
اليوم لا أستطيع ألا أن أرى تلك الابتسامة التي بنظري لا تكن إلا سخرية الأقدار.
اليوم ينتهي الحلم.
اليوم تنام أم هدى بلا عودة.

No comments:

Post a Comment